ظاهرة قديمة، غير أنها تأخذ صورا وأشكالا شتى. ففيما يطالب كل الآباء أبناءهم بأن يبروهم ويعاملوهم بالحسنى، وتنطلق دعاوى العلماء والشيوخ والدعاة محذرة الأبناء من عقوق آبائهم، لا يلتفت أحد من هؤلاء جميعا إلى قضية حقوق الأبناء على آبائهم.
بينما يصرخ العديد من الأبناء شاكين منددين بعقوق آبائهم لهم. كثيرا ما سمعنا أو قرأنا أو استنكرنا عقوق الأبناء لآبائهم أو سوء معاملتهم أو تنكرهم لهم أو قيامهم بفعل مسيء بحقهم يرفضه الدين والمجتمع إلا أنه نادرا جدا أن تطرق أحد أو ناقش أوطرح أو تناول موضوع عقوق الآباء أو بمعنى أصح ظلم الوالدين لأبنائهم أو التسبب بإيذائهم ماديا أم معنويا ، ولا نعلم السبب في تجاهل كثير من الناس لهذا الأمر! بل وقد تمادى البعض لتعزيز فكرة أن الوالدين لمجرد أنهما والدان فلهما على الأبناء حقوقا مهما فعلا أو لم يفعلا وبغض النظر عن التزامهما بالقيام بواجبهما على أكمل وجه أم لا! رغم أنه في الإسلام للابن حق على أبيه كما للأب حق
الرعاية والتقدير والاحترام...
الرعاية والتقدير والاحترام...
لقد جعل الاباء اية (ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما) سيفا مصلتاً على الابناء يرهبونهم به ويؤذونهم بحجة انهما والدان.
عجبا هل تحول الدين الى سلاح يمارس القوي فيه سلطاته على الضعيف؟ صحيح نحن لا نملك الحق في محاسبة أهلنا مهما فعلوا وليس ذلك هو ما نهدف إليه بل نرجو لو يضع الأهل سلوكهم ومعاملتهم لأبنائهم تحت المجهر ويراقبون مدى التزامهم بأداء الدور المرجو منهم ويحاسبون هم أنفسهم.
ترى هل يعي جميع الآباء أن لأبنائهم حقا عليهم؟!
الوالدان هما من يعهد إليهما بتربية أبنائهما وبالتالي يعتبران مسؤولين بنسبة كبيرة عن تصرفات أبنائهما ولكن الأبناء لا يختارون آباءهم ولا أهلهم ولا يملكون تربيتهم أو تغييرهم أو تصحيح توجهاتهم الخاطئة وبالتالي فإن مشقة العيش مع والدين أو احدهما يسيء لأبنائه لهي أصعب بكثير من تحمل العيش مع ابن عاق...فكم من أب ظلم أبناءه أو قصر باحتياجاتهم أو مارس عليهم أسلوب القمع والدتكتاتورية في التربية دون أن يحاسب نفسه بما فعل أو يتقي الله بهم؟ وكم من أم أضاعت مستقبل أبنائها بتهورها واستهتارها؟ ما أكثر ما يشكو الآباء من عقوق الأبناء. ولكن من يرفع شكوى الأبناء من عقوق الآباء؟!
هل من معتبر قبل وقوع الجناية.. أو مستدرك قبل فوات الأوان..؟!
إنه لتناقض عجيب أن يتلقن الأبناءُ البرَّ كلمات وشعارات.. وهم يرون مشاهد الإهانة وسوء الخلق ليل نهار! فمن أين يأتي البر المنشود؟!
إنها سلسلة ذات حلقات.. بالسلب أو بالإيجاب..
تتوارثها أجيال عقب أجيال.. وفق سنة لا تتخلف (الجزاء من جنس العمل).. كما في الأثر: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم».
تتوارثها أجيال عقب أجيال.. وفق سنة لا تتخلف (الجزاء من جنس العمل).. كما في الأثر: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم».
فمن ورث البر كابراً عن كابر.. ورّثه لمن بعده.. وورثه هو «قرة عين» تهنأ بها حياته وتسعد بها ايامه ويضمن النجاة في الاخرة.
لم ينتبه الكثير لظاهرة عقوق الآباء لأبنائهم، على الرغم من أنها ظاهرة قديمة، غير أنها تأخذ صوراً وأشكالاً شتى.. بينما يصرخ العديد من الأبناء شاكين منددين بعقوق آبائهم لهم.
فكما أن للوالد حقاً على ولده، فإن للولد حقاً على والده، ولو أن كليهما عرف حق صاحبه وأدّاه لازداد خيرهما وذهب عنهما ما يسوؤهما، وعمتهما رحمة الله في الدنيا والآخرة، وهذا ما حثنا عليه ديننا الحنيف.
وعقوق الآباء لأبنائهم
ظاهرة يتجاهلها كثير من الآباء رغم أنها خطيرة جداً... فنجد أن بعض الآباء يكذب أمام ابنه الصغير وهو لا يبالي، والبعض الآخر لا يهتم بابنه إلا في المأكل والمشرب، ولا يسأل ابنه هل صلى في جماعة، أم كم حفظ من كتاب الله، ومن هم أصدقاؤه، والبعض الآخر يتشاجر مع زوجته أمام ابنهما. وهذا كله عقوق للأبناء.
جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو ولده فأرسل عمر رضي الله عنه إلى الولد وقال له: أما تتقي الله في والدك الشيخ الكبير فحقه على ولده كذا وكذا فقال الولد أليس لي حق عليه، قال: نعم وعليه أن يحسن اسمه ويختار أمه ويعلمه القرآن. فقال لم يفعل يا أمير المؤمنين فقد سماني جعلها أي جعراناً (حشرة) وأمي امرأة زنجية كانت أمة لرجل مجوسي ولم يعلمني من القرآن شيئاً. فنظر عمر إلى الوالد وقال له: أجئت تشكو عقوق ولدك وقد عققته قبل أن يعقك؟ إليك عني
والله المستعان
والله المستعان
للحديث باقية
أستاذتنا قد اختلف معك فى بعض النقاط فعلى سبيل المثال ولا الحصر فيما ذكرت حضرتك أن الناس يتجاهلون الحديث عن اخطاء أخطاء الآباء فى حق الأبناء وقد ذكرت أن السبب غير معروف فأنا اختلف معك لأن الناس لاتتجاهل اخطاء أخطاء الآباء فى حق أبنائهم بل كثيرا مانرى أو نقرأ عن أثر التدليل الزائد أو الإهمال أو القسوه من بعض الآباء ويستنكر المجتمع ويستهجن هذه التصرفات وحتى إن كان الحديث عن هذه الأخطاء ليس بمنتشر وذلك لأن فذلك لأن حب الاب والام لأبنائهم هو حب غريزى ليس من وراءه دافع أو فائده والقليل من الآباء هو من يخرج على المألوف ويشذ عن القاعده لذلك متعجب حينما نقرأ أو نسمع عن اب اب حرم ابنه من الميراث أو ام تعذب ابنتها ولذلك فمن الطبيعى أن يأمرنا الله ببر آبائنا ولم يأمر الله الآباء ببر الأبناء لأنها غريزه وقاعده وثانيا هل علينا طاعه وبر آبائنا حتى وإن كانوا مخطئين وظالمين ؟ اقول نعم وقد قالها رب العزه لاتقل لهما أف ولاتنهرهما حتى إذا دعاك أحدهما إلى الشرك لاتمتثل للدعاء ولكن صاحبهما فى الدنيا معروفا وقل لهما قولا لينا
ردحذفمرحبا باختلاف حضرتك ولكن لو سالتي المعظم اليوم لوجدتي اندثار عاطفة الابوة عند المعظم وحل مكانها المصالح وتفضيل الابناء بعضهم علي بعض واهدار حق الله عزوجل في المواريث بمبررات هباء ليس لها من الصحة قيد انمولة .......تحياتي لحضرتك ونورتيني
حذف